وظريف هنا قول الشيخ زين الدين بن الوردي، من أبيات:
ولي صاحب بالمدح والهجو كسبه ... يقول أتدري كيف أصنع بالخلق
إذا حَمَّروا وجهي وما بيضوا يدي ... ازرقّ لهم رجلي ولو خضروا عنقي1
ويعجبني قول الشيخ عز الدين في هذا الباب:
خضرة الصدغ والسواد من العيـ ... ـن بياض المشيب قد أورثاني
واحمرار الدموع صفّر خدي ... كل ذا من تلونات الزمان
قلت: تلونات الزمان، في باب التدبيج، غاية في الحسن.
وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في التدبيج قوله:
خضر المرابع حمر السمر يوم وغى ... سود الوقائع بيض الفعل والشيم2
والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم, وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته:
خضر المرابع حمر البيض سوى ردى ... بيض الثنا فاستمع تدبيج وصفهم
قلت: ما يليق بالشيخ عز الدين ما اعتمده في بيت الشيخ صفي الدين، من أخذ لفظه ومعناه، والحق أنه تلون في باب التدبيج على الصفي، وتحرم على الحلي: وبيت بديعيتي قولي:
واخضر أسود عيشي حين دبجه ... وبياض حظي ومن زرق العداة حمي