وهو أربعة أنواع هي:
1- ائتلاف اللفظ مع المعنى:
تألف اللفظ والمعنى بمدحته ... والجسم عندي بغير الروح لم يقم
هذا النوع ذكره قدامة -أعني ائتلاف اللفظ مع المعنى- وترجمه منفردًا ولم يبين معناه وشرحه الآمدي وأطال، ولم توف عبارته بإيضاحه. وأوضحه ابن أبي الأصبع وقال: مختصر عبارة هذه التسمية أن تكون ألفاظ المعاني المطلوبة ليس فيها لفظة غير لائقة بذلك المعنى، إن كان اللفظ جزلًا كان المعنى فخمًا، أو رشيقًا رقيقًا كان المعنى غريبًا، كقول زهير بن أبي سلمى:
أثافيّ سفعًا في معرس مرجل ... ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم1
فلما عرفت الدار قلت لربعها ... ألا انعم صباحًا أيها الربع واسلم
فإن زهيرًا قصد تركيب البيت الأول من ألفاظ تدل على معنى غريب، لكن المعنى غير غريب، فركبه من ألفاظ متوسطة بين الغرابة والاستعمال، ولما جنح في البيت الثاني إلى معنى أبين من الأوّل وأغرب، ركبه من ألفاظ مستعملة معروفة.
وبيت الحلي في بديعيته قوله:
كأنما حلق السعدي منثرًا ... على الثرى بين منقض ومنقصم