ذكر المجاز:

وهو المجاز إلى الجنات إن عمرت ... أبياته بقبول سابغ النعم

المجاز: هو عبارة عن تجوز الحقيقة، فإن المراد منه أن يأتي المتكلم بكلمة يستعملها في غير ما وضعت له في الحقيقة في أصل اللغة، هذا رأي السكاكي وأصحاب المعاني والبيان، وقال البديعيون: المجاز عبارة عن تجوز الحقيقة، بحيث يأتي المتكلم إلى اسم موضوع لمعنى فيخصه، إما أن يجعله مفردًا بعد أن كان مركبًا، أو غير ذلك من وجوه الاختصاص.

والمجاز جنس يشتمل على أنواع كثيرة، كالاستعارة والمبالغة والإرداف والتمثيل والتشبيه، وغير ذلك مما عدل فيه عن الحقيقة الموضوعة للمعنى المراد. وهذه الأنواع وإن كانت من المجاز، فكونها متعددة لخلوها عن معنى زائد عن تجوز الحقيقة، كالاستعارة والتشبيه وبقية ما ذكره من الأنواع، فلما لم يكن له غير تجوز الحقيقة اختصارًا، أفرد باسم المجاز إذ لا يليق به غيره.

وعمل الشريف الرضي كتابًا سماه: "مجاز القرآن" ومات قبل استيفائه، ومن أمثلته الشعرية قول العتابي:

يا ليلة لي بحوّارين ساهرة ... حتى تكلم في الصبح العصافير

قوله: ساهرة، مجاز.

وبيت الشيخ صفي الدين قوله:

صالوا فنالوا الأماني من مرادهم ... ببارق في سوى الهيجاء لم يشم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015