قلت، وقد سألني بعض حذاق الأدب عن بيت ابن مطروح، الذي لم تصل أفواه البلغاء إلى لثم أعتابه، ولا الحضور إلى جنابه، ولا وجدوا طاقة للدخول من بابه، فضمنته تضمينًا لو سمعه ابن مطروح لطرح نفسه خاضعًا، وسلم إلَيّ مفاتيح بيته طائعًا، وهو قوله:

لبسنا ثياب العناق ... مزررة بالقبل

فقلت:

ولما خلعنا العذار ... فككنا طويق الخجل

لبسنا ثياب العناق ... مزررة بالقبل

ومن تضامين الشيخ زين الدين بن الوردي ما ذكره في ديوانه، أنه كان له صاحب يدعي بالمجد، حصل له أذية مفرطة من زوجته، وأبيها وجدها، فكتب إليه الشيخ:

زوجة مجد الدين والداها ... في ثلب عرض المجد أشبهاها1

إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها

ومن تضميني الذي ما حام فكر من ضمن إعجاز الملحة عليه، ولا سبقني جواد من فحول العربية إليه قولي مداعبًا:

نصبت أيري إذ نحوت نيكه ... وهو يريد رفعها لي ابتدا

وبعد ذا للجر قد أضفته ... وفي المضاف ما يجر أبدا

وأنشدني من لفظه الكريم، قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر، من هذا الباب بيتين كان مولانا قاضي القضاة علاء الدين يترنم بهما:

تيه فلان الدين مع فقره ... أقوى دليل أنه جاهل

لثوبه بالصقل من فوقه ... قعاقع ما تحتها طائل2

وقال أيضًا في المجون:

وشاعر فاسق أتى امرأة ... من خلف إذ سامه المليح قِلى

وقال إذا عاتبوه معتذرًا ... تلجي الضرورات في الأمور إلى3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015