الشيخ جمال الدين اعتذر للممدوح في آخر القصيدة، عن التقصير، كما جرت عادة الشعراء بقوله:

فافتح لها باب القبول تجتلى ... وإن تجد عيبًا فسد الخللا

هذا، مع مطابقة الفتح بالسد في هذا الباب، وهذا غاية، وأما اعتذار الشيخ زين الدين للعاذل، وقوله له عن محبوبه: "وإن تجد عيبًا فسد الخللا" فالمحبوب عند محبه أجل من هذا القدر، والله أعلم، وختام الشيخ زين الدين بن الوردي -رحمه الله- قوله:

حتى رثى لي وألان القولا ... والحمد لله على ما أولى

ولعمري إني اختصرت من إيداع الشيخ زين الدين بن الوردي جانبًا لم أرضه له.

ومن الإيداعات التي برز فيها الشيخ زين الدين بن الوردي، قصيدته التي امتدح بها النبي -صلى الله عليه وسلم- وضمن فيها أعجاز قصيدة أبي العلاء المعري وبعض صدورها، وهي القصيدة الرائية التي امتدح بها أبو العلاء المعري ابن القصيصي، ونقلها الشيخ زين الدين بن الوردي إلى مستحقها صلى الله عليه وسلم، وقد عنَّ لي أن أجمع هنا بين الأصل والفرع، لتظهر مزية الشيخ زين الدين، فإنه أظهر في إيداعه العجائب وأتى بالغرائب، ومطلع الشيخ زين الدين خال من الإيداع، وهو:

أدر أحاديث سلع والحمى أدر ... والهج بذكر اللوى أو بانة العطر1

ومطلع الشيخ أبي العلاء المعري:

يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر ... لعل بالجزع أعوانًا على السهر

قال الشيخ زين الدين بعد المطلع:

وقف على الجزع واذكرني لساكنه ... لعل بالجزع أعوانًا على السهر

وقال في إيداع صدر مطلع أبي العلاء:

إذا تبسم ليلًا قل لمبسمه ... يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر

قال أبو العلاء يخاطب البرق:

وإن بخلت على الأحياء كلهم ... فاسق المواطرَ حيًّا من بني مطر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015