وكرر الأمداح في علي ... قاضي القضاة الطاهر النقي
بكل معنى قد تناهى واستوى ... في كلم شتى رواها من روى
بادر بنا ذاك الحمى العالي وصف ... إذا اندرجت قائلًا ولا تقف
دونك والمدح زكيًا معجبًا ... نحو لقيت القاضي المهذبا
فالجود والعلم عليه أرسي ... وهكذا أصبح ثم أمسي
واهرع إلى قارٍ قراه نافع ... وافزع إلى حام حماه مانع1
يقول للضيف نداه جب وجل ... ومثله ادخل وانبسط واشرب وكل
وإن ظفرت عنده بموعد ... تقول كم مال أفادته يدي
لله ما ألينه عند العطا ... وما أحد سيفه إذا سطا
إن قال قولًا بين الغرائبا ... وقام قس في عكاظ خاطبًا
وإن سخا أتى على ذي العدد ... والكيل والوزن ومذروع اليد
معطل السمع عن العذال ... فما له مغير بحال
الفضل جنس بيته المهنا ... ونوعه الذي عليه يبنى
سام به أهل العلا جميعًا ... وارفع ولا رد ولا تقريعًا2
وإن ذكرت أفق بيت قد نما ... فانصب وقل كم كوكب تحوي السما
بيت عظيم المجد والعلاء ... عند جميع العرب العرباء3
إذا اجتليت في العطا جبينه ... أو استثرت للرجا يمينه
منها والبيت مضمن بكماله:
تقول قد خلت الهلال لائحًا ... وقد وجدت المستشار ناصحًا
كم بالغنى عنه تولى راجل ... وواقف بالباب أضحى سائل
قال له الشرع امض ما تحاوله ... واقض قضاء لا يرد قائله
وأنت يا قاصده سر في جدد ... واسع إلى الخيرات لقيت الرشد4
ولا تقل كان غمامًا ورحل ... كان وما انفك الفتى ولم يزل
باب سواه اهجر عداك عيب ... وصغر الباب وقل بويب
أود به أنسى أحاديث المطر ... فليس يحتاج لها إلى خبر