وبيت الشيخ صفي الدين -رحمه الله تعالى- على الإرداف قوله:
بقتبة أسكنوا أطراف سمرهم ... من الكماة محل الضغن والأضم1
الشيخ صفي الدين زاحم البحتري في بيته، إلى أن نزع قلبه من صدره، بل جل قصده في إردافه هنا القلب وكان الواجب العدول عنه لشهرته في هذا الباب عند أهل البديع.
والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم. وبيت الشيخ عز الدين الموصلي:
للطعن والضرب إرداف يحل به ... في موضع العقل يحكيه ذوو الحكم
وبيت بديعيتي، قلت قبله عن آل النبي -صلى الله عليه وسلم- مشيرًا إلى الغلوّ في كرمهم:
وآله البحر آل أن يقس بندى ... كفوفهم فافهموا تنكيت مدحهم
وأردفته بقولي في الشجاعة:
وفي الوغى رادفوا لسن القنا سكنا ... من العدا في محل النطق بالكلم
انظر أيها المتأمل في بديع هذا الإرداف الغريب الذي ميزته على أقرانه من البحتري إلى الشيخ عز الدين، بحسن مراعاة النظير الذي أسكنت به الألسنة بالأفواه، بقولي: في محل النطق بالكلم، مع التورية بتسمية النوع، والله سبحانه أعلم.