ذكر الاتفاق:

ووصفه لابنه قد جاء تسمية ... فإنه حسن حسب اتفاقهم

الاتفاق: عزيز الوقوع جدًّا، وهو أن تتفق للشاعر واقعة وأسماء مطابقة لتلك الواقعة تعلمه العمل في نفسها، إما بالمشاهدة، أو بالسماع، فإن السبق إلى معاني الوقائع، يشترك الناس في مشاهدتها وفي سماعها فضل لا يجحد، وإن حصل للشاعر في ذلك قران سعادة، سارت الركبان بقوله، وترنم الحادي والملاح به، كما اتفق للرضي بن أبي حصينة المصري، في حسام الدين لؤلؤ صاحب الملك الناصر، يوسف، حين غزا الفرنج الذين قصدوا الحجاز من بحر القلزم، فظفر الحاجب بهم فقال ابن أبي حصينة يخاطب الفرنج:

عدوكم لؤلؤ والبحر مسكنه ... والدر في البحر لا يخشى من الغير

وأحسن من ذلك وأبدع، ما اتفق للشيخ شمس الدين الكوفي، الواعظ، في الوزير مؤيد الدين العلقمي حيث قال:

يا عصبة الإسلام نوحي والْطمي ... حزنًا على ما حل بالمستعصم

دَستُ الوزارة كان قبل زمانه ... لابن الفرات فصار لابن العلقمي1

فاتفق أن المذكورين كانا وزيرين، وأن المورى بهما: "الفرات والعلقمي" نهران معروفان، وقد طابق الناظم بينهما بالفرات الحلو والعلقم المر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015