ومما فضل لي من صابات هؤلاء الفضلاء في مناهل التورية قولي:
هويته أعجميًا فوق وجنته ... لامية عوذتها أحرف القسم
في وصفها ألسن الأقلام قد نطقت ... وطال شرحي في لامية العجم
وقولي:
خال الحبيب يقول لي لما بدا ... من تحت عارضه كسر غامض
أنا فارضيّ في الغرام بخده ... فغدا مقامي تحت ذيل العارض
وقولي:
عزمت على السلو لطول هجري ... فجاءتني عوارضه تعارض
وكان العذر يقبل في سلوّي ... ولكن ما سلمت من العوارض
وقولي:
دويرة العارض عني حميت ... برشقة من جفنه مشتقة
فاترك ملامي يا عذولي إنني ... قتلت بين دورة ورشقة
وقولي:
ولما رآني الشعر وهو مذيل ... وجانب ذاك الصدغ وهو مطرّف
بدا بخمار من خمار بريقه ... فقلت لهم هذا الجناس المحرف
وقولي:
أقول لثغر الحب مت ولم أجد ... سبيلًا إلى برد الحشايا أخا الصفا
فقال ارتشف من خمر ريقي نهلة ... ألم تره من برده قد تقرقفا1
وقولي:
لما تعذر من أحب تعذر الصـ ... ـبر الجميل فلم أطق أن أصبرا
قال العذول الصبر أعظم مسعد ... في العشق قلت أما تراه تعذرا
وقوله، مع بديع الاقتباس:
ناحت مطوقة الرياض وقد رأت ... تلوين دمعي بعد فرقة حبه
لكن به لما سمحت تباخلت ... فغدت مطوقة بما بخلت به2
وقولي في مدح حماة:
ذكرت أحبتي بالمرج يومًا ... فقوّت أدمعي نيران وهجي
وبت أكابد الأحزان وحدي ... وكل الناس في هرج ومرج3