ومن أغراضه اللطيفة قوله:

سحقًا لذى نظم يهيج من البغا ... ويثير في هجو الكرام عجاجا1

أقصيته عني فظل يسبني ... ومنعته أيري فذم وهاجا2

ومن مدائحه يهنئ والده بعوده من السفر:

هنئت يا أبتي بعودك سالِمًا ... وبقيت ما طرد الظلام نهار

ملئت بطون الكتب فيك مدائحًا ... حتى لقد عظمت بك الأسفار

وقال فيه أيضًا، وقد أهدى له هدية حسنة:

تناهيت في بري إلى أن هديتني ... ولولاك كنت الدهر في الغي ساديا3

وأهديت لي ما حير العقل حسنه ... فلا زلت في الحالين للعبد هاديا

ويعجبني من زهدياته قوله:

جزى الله شيبي كل خير فإنه ... دعاني لما يرضي الإله وحرضا

فأقلعت عن ذنبي وأخلصت تائبًا ... وأمسكت لما لاح لي الخيط أبيضا

ومن كلام الشيخ أبي الفضل بن أبي الوفاء العارف، الذي دخل بحسن سلوكه إلى زوايا الأدب فأخرج منها الخبايا وأظهر البرهان -تغمده الله برحمته- قوله:

عبدك الصب المعنى ... عرف الفقر وذاقه

فلكم فاخر محتا ... جًا شكا فقرًا وفاقه

ومن مخترعاته، في باب التورية مع بديع التضمين، قوله:

ما خادم واسمه في در مبسمه ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول4

وريقه مع ثناياه التي انتظمت ... كأنه منهل بالراح معلول5 "مع لولو"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015