وقوله:
لما جفا المحبوب ناديته ... قابلت حبي منك بالبغض
فعندها نام على وجهه ... وقال وجهي منك في الأرض1
وكنت أظن أن هذه النكتة اختراع الشيخ عز الدين الموصلي، إلى أن وقفت على الديوان الكبير من نظم الشيخ جمال الدين بن نباتة، فوجدته قد أخذها منه بنصها، الله إلا أن يكون وقع حافر على حافر، وقول الشيخ جمال الدين في هذه النكتة:
عاتبت محبوبي وقد نكته ... بطحا فأضحى خجلًا مغضي
فقلت دربسني وخل الحيا ... فقال وجهي منك في الأرض2
ومن لطائف مجون الشيخ عز الدين قوله:
قد لقبوا بالزاغ ذا حنكة ... كواه ذا التلقيب في القلب داغ3
وهو غراب البين في شؤمه ... لكن إذا جئنا إلى الحق زاغ4
وقوله في تمتع الدمشقي:
وذي أدب لطيف الذات جدًّا ... طلبت الوصل منه فما تمنع
ودب لأخذ أيري قلت من ذا ... فناداني بإشفاق تمتع
وقوله:
مذ نام أيري قال لي ... أفمه يحظى بالوصول
فقلت فيه قصر ... فقال ذا شيء يطول
وممن عاصر الشيخ عز الدين الموصلي، ومشى تحت علم التورية، علاء الدين بن أيبك الدمشقي، وكان المتعصبون على الشيخ عز الدين يناظرونه به. ولعمري إن هذه المناظرة ما صدرت ممن له نظر. فمن نكته البديعة قوله، وقد اجتمع بمليح في متنزه من متنزهات دمشق يعرف بالسلطاني:
سلطان حسن أفتديه بناظري ... وأعيذه من نظرة الشيطان
يومًا بزهر اللوز لما زارني ... قضيت ذاك اليوم بالسلطان