أيجود لي دهر بطيف خياله ... وأظنه برجوع ذلك يبخل
أم كيف يأتي الطيف جفنًا بابه ... بالفتح من أرق الصبابة مقفل1
وقول الشيخ جمال الدين:
وأقسم لو جاد الخيال بزورة ... لصادف باب الجفن بالفتح مقفلا
ومن قصيدة الحاجبي قوله:
يا ساكنين السفح كيف حجبتم ... عن ناظري البدر الذي لا يأفل2
وفعلتم بي ما يسر عواذلي ... ما شئتم يا أهل بدر فافعلوا
لا تحجبوا بيني وبين غزالكم ... فعلى حجاز الصد ماء لي محمل
ومنها وهو المرقص والمطرب قوله:
يا صاح عللني بكأس مدامة ... عن ذكره إن المحب يعلل3
صهباء إن جن الفتى بخمارها ... فهي الشفاء وفي شذاها المندل4
ومن لطائفه في هذا الباب قوله:
لم أنس أيام الصبا والهوى ... لله أيام النجا والنجاح
ذاك زمان مر حلو الجنى ... ظفرت فيه بحبيب وراح5
تالله لقد عز علي أن تتحجب عن عرائس الحاجبي في خدور الأوراق، فإني لم أظفر من منهله العذب بغير هذه النهلة، ومن عروبة الشيخ زين الدين بن العجمي في باب التورية، قوله:
سهل الخدود عزيز وصل من يرم ... يومًا جنى وجناته لم يستطع
كم رمت لثم الخد منه فقال لي ... لا تطمعن فكل سهل ممتنع