يا مهدي الأقصاب من سكر ... صفرًا حكى طول القنا طولها1
إياك أن تقطعها ساعة ... فأحسن الأقصاب موصولها
وقوله:
ناحت حمام البان أم تاهت أسى ... لم أدر ما عناؤها من شوقها
عجماء لا تظهر حرفًا من شجى ... كأنها مخنوقة من طوقها
وقوله:
وذات طوق على الأغصان تذكرني ... قوم حسنك في ضمي لمعتنقك
قد سوّدت وجهها نوحًا فقلت لها ... سواد قلبي يا ورقاء في عنقك2
ويعجبني قوله:
يا ليل إن الحبيب وافى ... وخفت إسراع دهم خيلك3
فطل وغش الصباح إني ... دخلت بالليل تحت ذيلك
ومن نكته البديعة الغريبة في الشطرين قوله:
تأمل ترى الشطرنج كالدهر دولة ... نهارًا وليلًا ثم بؤسًا وأنعما
محركها باق وتفنى جميعها ... وبعد القنا تحيا وتبعث أعظما
وقوله مضمنًا:
أميل لشطرنج أهل النهى ... وأسلوه من ناقل الباطل
وكم رمت تهذيب لعابه ... وتأبى الطباع على الناقل
ومن أغراضه:
لعبت في الشطرنج في غاية ... تقصر الأوصاف عن حدها
إن صاح في الأقران لي بيدق ... تموت منه الشاة في جلدها4
ومن لطائف مجونه قوله:
شاب الحبيب فقلت أهلًا بالوفا ... وازددت فيه تعشقًا وتكلفا
والأير قام ولم يبل لمشيبه ... فالراية البيضا عليه في الوفا