يا مهدي الأقصاب من سكر ... صفرًا حكى طول القنا طولها1

إياك أن تقطعها ساعة ... فأحسن الأقصاب موصولها

وقوله:

ناحت حمام البان أم تاهت أسى ... لم أدر ما عناؤها من شوقها

عجماء لا تظهر حرفًا من شجى ... كأنها مخنوقة من طوقها

وقوله:

وذات طوق على الأغصان تذكرني ... قوم حسنك في ضمي لمعتنقك

قد سوّدت وجهها نوحًا فقلت لها ... سواد قلبي يا ورقاء في عنقك2

ويعجبني قوله:

يا ليل إن الحبيب وافى ... وخفت إسراع دهم خيلك3

فطل وغش الصباح إني ... دخلت بالليل تحت ذيلك

ومن نكته البديعة الغريبة في الشطرين قوله:

تأمل ترى الشطرنج كالدهر دولة ... نهارًا وليلًا ثم بؤسًا وأنعما

محركها باق وتفنى جميعها ... وبعد القنا تحيا وتبعث أعظما

وقوله مضمنًا:

أميل لشطرنج أهل النهى ... وأسلوه من ناقل الباطل

وكم رمت تهذيب لعابه ... وتأبى الطباع على الناقل

ومن أغراضه:

لعبت في الشطرنج في غاية ... تقصر الأوصاف عن حدها

إن صاح في الأقران لي بيدق ... تموت منه الشاة في جلدها4

ومن لطائف مجونه قوله:

شاب الحبيب فقلت أهلًا بالوفا ... وازددت فيه تعشقًا وتكلفا

والأير قام ولم يبل لمشيبه ... فالراية البيضا عليه في الوفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015