وقوله:
لولا شفاعة شعره في صبه ... ما كان زار ولا أزال سقاما
لكن تطاول في الشفاعة عنده ... وغدا على أقدامه يترامى
وهذه النكتة تزاحم هو والشيخ زين الدين بن الوردي عليها، والله أعلم من المخترع، فإنهما كانا متعاصرين فقال:
كيف أنسى لشعر حبي يومًا ... وهو كان الشفيع فِيّ لديه
شعر الشعر أنه رام قتلي ... فرمى روحه على قدميه
وقوله:
إن قلت زرني قال لا ... بحاجب ما أظلمه
فما يرى جوابه ... إلا بنون العظمه1
والشيخ صلاح الدين تزاحم هو والشيخ برهان الدين القيراطي على هذه النكتة، وزنًا وقافية -والله أعلم من المخترع منهما- بقوله:
وتائه حدثته ... فلم يفه بكلمه
أجابني بحاجب ... لكن بنون العظمه
ويعجبني قوله:
أضحى نسيم دمشق حياها الحيا ... يمشي الهوينا في ظلال رباها
فكأنه من مائها وهضابها ... ما داس إلا أعينًا وجباها
ومثله قوله:
تقول دمشق إذ تفاخر غيرها ... بمعبدها الزاهي الرفيع المشيد
جرى ليباهي حسنه كل معبد ... وما قصبات السبق إلا لمعبد2 "ي"
وقوله:
لما زها زهر الربيع بروضه ... وغدا له فضل ينير لديه
قام الحمام له خطيبًا بالهنا ... وجرى الغدير فخر بين يديه