ليس خليلًا لي ولكنه ... يضرم في الأحشاء نار الخليل1
يا ردفه جرت على خصره ... رفقًا به ما أنت إلا ثقيل2
وهذه النكتة تلاعب بها غالب المتأخرين بعد ابن العفيف. ومن لطائفه قوله وقد احتجب بعض أصحابه عنه:
ولقد أتيت إلى جنابك قاضيًا ... باللثم للعتبات بعض الواجب
وأتيت أقصد زورة أحيا بها ... فرددت يا عيني هناك بحاجب3
هذه النكتة أخذها الشيخ جمال الدين بن نباتة -غفر الله له- بقافيتها فقال:
حجبتني فازددت عندي علا ... برغم من أقبل كالعاتب
وقلت لا أعدم من سيدي ... من كان عيني فغدا حاجبي
وألم الشيخ زين الدين بن الوردي بهذه النكتة، ولكن سبكها في غير هذا القالب بقوله:
زرتكم صحبة وودا ... ألفيتكم مغلقين بابا
سعيي إلى بابكم جنون ... عليه أستأهل الحجابا
ومن لطائفه في أغزاله قوله:
وكم يدَّعي صونًا وهذي جفونه ... بفترتها للعاشقين يواعد
وكم يتجافى خصره وهو ناحل ... وكم يتحالى ريقه وهو بارد
ومن هنا أخذ الشيخ صفي الدين الحلي وليته ما قال:
وما فيه شيء ناقص غير خصره ... وما فيه شيء بارد غير ريقه
ومنه قوله:
أيسعدني يا طلعة البدر طالع ... ومن شقوتي خط بخدك نازل
ولو أن قسا واصف منك وجنة ... لأعجزه نبت بها وهو باقل4