ومن اختراعاته اللطيفة قوله في مليح خيالي:

خيالَيّ أخاف الهجر منه ... ولست أراه يرغب في وصالي

وكنت عهدتني قدمًا شجاعًا ... فما لي صرت أفزع من خيالي

وقال في زهر اللوز:

تبسم ثغر اللوز عن طيب نشره ... وأقبل في حسن يجل عن الوصف

هلموا إليه بين قصف ولذة ... فإن غصون الزهر تصلح للقصف1

ومثله قوله:

تمشي بصحن الجامع الشادن الذي ... على قده أغصان بان النقا تثني

فقلت وقد لاحت عليه حلاوة ... ألا فانظروا هذي الحلاوة في الصحن2

وقال:

يا ذا الذي نام عن غرامي ... ونبه الوجد والجوى لي

جفني جرى طيه دموع ... شوقًا إلى وجهك الهلالي

ومن اختراعاته الغريبة قوله:

عبتم على المحبوب حمرة شعره ... وأظنكم بدليله لم تشعروا

لا تنكروا ما احمرّ منه فإنه ... بدماء أرباب القلوب مضفر3

وقال في مليح زجاج:

قولوا لزجاجكم ذا الذي ... له محيا بالسنا يسفر

إن كنت في الصنعة ذا خبرة ... وكان معروفك لا ينكر

فما لأحداقك أقداحها ... في صحة من حسنها تكسر

وقال أيضًا:

كلف الفؤاد بظبية عجانة ... ما كنت يومًا آمنًا من هجرها

عجنت فؤادي بالغرام فماؤها ... من أدمعي ودقيقها من خصرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015