السهم وسطرى من منتزهات دمشق المشهورة، ومن هنا أخذ الشيخ جلال الدين بن خطيب داريا وقال:
سألتكما إن جئتما الشام بكرة ... وعاينتما الشقراء والغوطة الخضرا
قفا واقرآ مني كتابًا كتبته ... بدمعي لكم مقرًا ولا تنسيا سطرا
ومقر أيضًا من منتزهات دمشق، وحسن بعدها ذكر سطرًا، ومنه قوله، وأجاد:
سحبان مورثه من حُسن يوسف ما ... لم يبق في الحجر لي والصبر من حصص
أقام للشعراء العذر عارضه ... فكم لهم من دبيب النمل من قصص1
ومنه قوله:
ولقد عجبت لعاذلي في حبه ... لما دجا ليل العذار المظلم
أو ما درى من سنتي وطريقتي ... أني أميل مع السواد الأعظم2
ومن هنا أخذ الشيخ جمال الدين بن نباتة وغيره، فأما ابن نباتة فإنه أخذه وزنًا، وقافية، وقال:
أهواه معسول الرضاب منعمًا ... ولقد يعذبني الهوى بمنعم3
يا قلب هذا شعره وجفونه ... صبرًا على هذا السواد الأعظم
ومن لطائفه قوله:
أكملت ستًّا وأربعين بها ... أخلت همومي من راحتي ربعي4
وجزت في السبع خائفًا وجلا ... لأنني جائز على سبع5
ومن نكته اللطيفه قوله:
هزم الهم عن نداماي راح ... حظيت من سماعهم بلحون
لم تكد في الكئوس تظهر لطفًا ... فبدت من خدودهم في الصحون