وكتب إليه الشيخ نصير الدين الحمامي، موريًا عن صناعته:

ومذ لزمت الحمام صرت بها ... خلا يداري من لا يداريه

أعرف حر الأشياء وباردها ... وآخذ الماء من مجاريه

فأجابه أبو الحسين الجزار بقوله:

حسن التأني مما يعين على ... رزق الفتى والحظوظ تختلف

والعبد مذ صار في جزارته ... يعرف من أين تؤكل الكتف

ومن لطائفه البديعة، ما كتب به إلى بعض الرؤساء، وقد منع من الدخول إلى بيته في يوم فرح:

أمولاي ما من طباعي الخروج ... ولكن تعلمته من خمول

أتيت لبابك أرجو الغنى ... فأخرجني الضرب عند الدخول

وكتب إلى بعض الرؤساء يستهدي منه قطرًا:

يا علم الدين الذي جود كفه ... براحته قد أخجل الغيث والبحرا

لئن أمحلت أرض الكنافة إنني ... لأرجو لها من سحب راحته القطرا1

هذا القطر تحلى به الشيخ جمال الدين بن نباتة بقوله:

لجود قاضي القضاة أشكو ... عجزي عن الحلو في صيامي

والقطر أرجو ولا عجيب ... للقطر يرجى من الغمام

تلاعب الناس به بعده كثيرًا.

ويعجبني من تغزلات أبي الحسين الجزار قوله:

تكلف بدر السما إذ حكى ... محياك لو لم يشنه الكلف2

وقام بعذري فيك العذار ... فأجرى دموعي لما وقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015