الذي جعل صدره عجزًا وأبقاه على حاله في بديعيته، لأجل نوع التفصيل:

كسوتني حللًا بين الأنام بها ... تفصيل مدحك تجميل لذي أدب

هذا البيت كان تفصيل حلله كاملًا في موضعه. ولما نقل الشيخ عز الدين عجزه، وجعله صدرًا في بديعيته، ظهر في تفصيله نقص بقوله مع العقادة في العجز، كفت البلوى من الرَّقم. فإن الرقم بفتح الراء وكسر القاف الداهية. والداهية إذا دخلت بيتًا تركته خرابًا. وبيت بديعيتي أقول فيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

وإن ذكرت زمانًا ضاع من عمري ... في غير تفصيل مدح صحت يا ندمي

فصدر هذا البيت تقدم لي، في قصيدة فائية مطلعها:

قد مال غصن النقا عن صبه هيفا ... يا ليته بنسيم العتب لو عطفا

والبيت الذي نقلت صدره منها وأثبته في بديعيتي، وأبقيته على حاله لأجل نوع التفصيل هو:

وإن ذكرت زمانًا ضاع من عمري ... ولم أهاجر إليه صحت يا أسفا

وهذه القصيدة من غرر قصائدي، بل من غرر القصائد، منها:

مزاج خمرة فيه جاء معتدلًا ... فراح منه مزاج الراح منحرفا

ومذ غدا جسمه ماء برقته ... علمت والله أن القلب منه صفا

منه الغزالة غارت عينها حسدًا ... والبدر قد لازم التسهيد والكلفا1

والظبي قال أنا أحكي لواحظه ... فصح عندي أن الظبي قد خرفا2

ومنها:

مذ صار لي قبلة محراب حاجبه ... صيرت عابد طرفي فيه معتكفا3

ولام فيه عذول قلت من كلفي ... قلبي رأى منه قدًّا في الهوى ألفا

ما ضربه لو عفا عني وأظهر لي ... عطفًا وعاين ربع الصبر كيف عفا

أراد مني وكف الدمع قلت له ... حسيبك الله يا بدر الدجى وكفى4

لم أستطرد إلى ذكر هذه الأبيات هنا إلا لأن نوع التفصيل لم يحتمل إطلاق عنان القلم في الكلام عليه إلى أكثر من ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015