لا تحسبوني في الهوى متصنعًا ... كلفي بكم خلق بغير تكلف1

أخفيت حبكم فأخفاني أسى ... حتى لعمري كدت عني أختفي

وكتمته عني فلو أبديته ... لوجدته أخفى من اللطف الخفي

وما أحلى ما خاطب العذول منها بقوله:

دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى ... فإذا عشقت فبعد ذلك عنِّف

ما أعذب ما قال منها:

يا ما أميلح كلما يرضي ... ورضابه يا ما أحيلاه بفي2

ولقد أحسن الله خاتمته فيها بقوله:

ما للنوى ذنب ومن أهوى معي ... إن غاب عن إنسان عيني فهو في3

ولقد أقام القواعد الغرامية بقوله من قصيدة:

تعرض قوم للغرام وأعرضوا ... بجانبهم عن صحة فيه واعتلوا

رضوا بالأماني وابتلوا بحظوظهم ... وخاضوا بحار الحب دعوى فما ابتلّوا4

فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم ... وما ظعنوا في السير عنه وقد كلوا5

وعن مذهبي لما استحبوا العمى على ... الهدى حسدًا من عند أنفسهم ضلوا

وما أحلى ما قال بعده:

أحبة قلبي والمحبة شافعي ... لديكم إذا شئتم بها اتصل الحبل

عسى عطفة منكم علي بنظرة ... فقد تعبت بيني وبينكم الرسل

أحبّاي أنتم أحسن الدهر أم أسا ... فكونوا كما شئتم أنا ذلك الخلّ6

إذا كان حظي الهجر منكم ولم يكن ... بعاد فذاك الهجر عندي هو الوصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015