ومن الانسجامات، التي ينسجم الدمع لرقتها، قول تلميذه مهيار الديلمي:
ظن غداة البين أن قد سلما ... لما رمى سهمًا وما أجرى دما
فعاد يستقري حشاه فإذا ... فؤاده من بينهم قد عدما1
يا قاتل الله العيون خلقت ... لو أخطأ فكيف صارت أسهما
أودعني السقيم وولى هازئا ... يقول قم واستشف ماء زمزما
ولو أباح ما حمى من ريقه ... لكان أشفى لي من الماء اللما2
وا بأبي ومن يبيع بأبي ... على الظما ذاك الزلال الشبما3
كأنما الصهباء في كافورة ... قد مزجت وجلَّ عن كأنما
ومثله قوله:
استنجدُ الصبر فيكم وهو مغلوب ... وأسال النوم عنكم وهو مسلوب
وأبتغي عندكم قلبًا سحت به ... وكيف يرجع شيء وهو موهوب
ما كنت أعلم ما مقدار وصلكم ... حتى هجرت وبعض الهجر تأديب
ومثله قوله وهو في غاية اللطف:
بطرفك والمسحور يقسم بالسحر ... أعمدًا رماني أم أصاب ولا يدري
رنا اللحظة الأولى فقلت مجرّب ... وكرَّرها أخرى فأحسست بالشرّ
ومثله قوله في اللطف:
من عذيري يوم شرفي الحمى ... من هوى جدّ بقلبي مرحا4
الصبا إن كان لا بد الصبا ... إنها كانت لقلبي أروحا
يا نداماي بسلع هل أرى ... ذلك المغبق والمصطبحا5