قيل صف هذا الذي همت به ... قلت في وصفي مع حسن المسالك

هو كالغصن وكالظبي وكالشمـ ... ـس وكالبدر وما أشبه ذلك

لطف التشبيه في قوله: وما أشبه ذلك.

ومن التشابيه التي لم أسبق إليها قولي من قصيدة:

حين قابلت خده بدموع ... أثرت خلت ثوب خز مختم

ومثله قولي من قصيدة:

والغصن يحكي النون في ميلانه ... وخياله في الماء كالتنوين

ومثله قولي من المدائح المؤيدية:

يا حامي الحرمين والأقصى ومن ... لولاه لم يسمر بمكة سامر

والله إن الله نحوك ناظر ... هذا وما في العالمين مناظر1

فرج على الملحون نظم عسكرا ... وأطاعه في النظم بحر وافر

فأنبتّ منه زحافه في وقفه ... يا من بأحوال الوقائع شاعر2

وجميع هاتيك البغاة بأسرهم ... دارت عليهم من سطاك دوائر

وعلى ظهور الخيل ماتوا خيفة ... فكأن هاتيك السروج مقابر

تالله لقد وقع هذا التشبيه من مولانا السلطان، خلد الله ملكه بموقع، وأعجبه غاية الإعجاب، واستعاده منه مرارًا3.

ومن التشابيه العقم قولي في وصف حمائم البطائق4، من الرسالة التي عارضت بها الفاضل: كم زاحمت النجوم بالمناكب حتى ظفرت بكف خضيب، وانحدرت كأنها دمعة سقطت على خد الشفيق لأمر مريب، وكم لمع في أصيل الشمس خصاب كفها الوضاح، فصارت بسموها وفرط البهجة كمشكاة فيها مصباح. انتهى ما أوردته، نظمًا ونثرًا، من بليغ التشبيه في باب المحسوس بالمحسوس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015