الشيخ عز الدين صرح بذكر حسن التخلص في أول البيت هنا، وجل القصد أن يكون التصريح به في الشطر الثاني، مع أنه لم يأت بحسن التخلص على الشروط المقررة، فإنه انتقل من معنى إلى معنى آخر من غير تعلق بينهما، كأنه استبدأ كلامًا آخر.
وقد تقدم القول في أول الباب: إن هذا النوع إذا نسج على هذا المنوال سمي اقتضابًا، ولم يكن له حظ في حسن التخلص، فإن الشيخ عز الدين قال قبل مخلصه:
وارع النظير من القوم الأولى سلفوا ... من الشباب ومن طفل ومن هرم
ثم قال بعده:
حسن التخلص من ذنبي العظيم غدا ... بمدح أكرم خلق الله كلهم
الشيخ عز الدين استبدأ هنا كلامًا آخر، وليس بين بيت التخلص وبين ما قبله علاقة
ولا أدنى مناسبة.
وبيت بديعيتي:
ومن غدا قسمه التشبيب في غزل ... حسن التخلص بالمختار من قسمي
هذا البيت ما يشك متأدب أنه أعمر بيوت البديعيات، وهو في غنية عن الإطناب في وصفه.