وأقول في يوم تحا ... ر له البصيرة والبصر
والصحف ينشر طيها ... والنار ترمي بالشرر
هذا الشريف أضلني ... بعد الهداية والنظر
فيقال خذ بيد الشريـ ... ـف فمستقر كما سقر1
لواحة تصطو فما ... تبقي علي ولا تذر
والله يغفر للمسى ... ء إذا تنصل واعتذر
فاخش الإله بسوء فعـ ... ـلك واحتذر كل الحذر
وإليكها بدوية ... رقت لرقتها الحضر
شامية لو شامها ... قس الفصاحة لافتخر
ودرى وأيقن أنني ... بحر وألفاظي درر
وبديعتي كبديعة ... عذراء ترفل في الحبر2
خبرتها فغدت كزهـ ... ـر الروض باكره المطر
وإلى الشريف بعثتها ... لما قراها فانبهر
رد الغلام وما استمر ... على الجحود ولا أصر
وأثابني وجزيته ... شكرًا وقال لقد صبر
أقول إنه يغتفر لي طول الشرح لغرابة أسلوب هذه القصيدة، فإني لم أرج بها عن القصد، لأنها مبنية على القسم وجوابه من البراعة إلى الختام، وأما هزلها الذي يراد به الجد فإنه غاية لا تدرك، وطريق ما رأينا لغيره فيها مسلك وبيت الشيخ صفي الدين في بديعيته على هذا النوع، أعني القسم، نسجه على المنوال الأول الذي هو مبني على المدح والفخر والتعاظم وعلو الهمة، وهو قوله:
لا لقبتني المعالي بابن بجدتها ... يوم الفخار ولا بر التقى قسمي3
هذا البيت منسوج على المنوال المذكور، لكن فيه نقص لأنه غير صالح للتجريد، ولم يأت ناظمه بجواب القسم، إلا في بيت الاستعارة الذي ترتب بعده، وهو:
إن لم أحث مطايا العزم مثقلة ... من القوافي تؤم المجد عن أمم4