شابهت أطراف أقوالي فإن أهم ... أهم إلى كل واد في صفاتهم1
هذا النوع الذي سموه تشابه الأطراف، هو أيضًا مثل المراجعة التي تقدمت، ليس في كل منهما كبير أمر. وتالله ما خطر لي يومًا، ولا حسن في الفكر أن ألحق طرفًا من تشابه الأطراف بذيل من أبيات شعري ولكن شروع المعارضة ملتزم، وتشابه الأطراف هو أن يعيد الناظم لفظة القافية في أول البيت الذي يليها، وهذا النوع كان اسمه التسبيغ، بسين مهملة وغين معجمة، وإنما ابن أبي الأصبع قال: هذه التسمية غير لائقة بهذا المسمى، فسماه تشابه الأطراف، فإن الأبيات فيه تتشابه أطرافها. وأحسن ما وقع في هذا النوع، قول أبي نواس:
خزيمة خير بني خازم ... وخازم خير بني دارم
ودارم خير تميم وما ... مثل تميم في بني آدم
ولما كان هذا النوع لا يأتي إلا في بيتين، والشيخ عز الدين لما التزم أن يأتي به، لأجل التورية بالتسمية، في بيت واحد، شطر البيت شطرين، وجعل كل شطر بمنزلة بيت كامل، وأعاد لفظ القافية في الشطر الثاني، فجاء به في غاية اللطف. فإن الشيخ صفي الدين أورد قبله بيت الاكتفاء، ويأتي الكلام عليه في موضعه، وإنما المراد هنا معرفة تشابه الأطراف، وهو:
قالوا ألم تدر أن الحب غايته ... سلب الخواطر والألباب قلت لم
لم أدر قبل هواهم والهوى حرم ... أن الظباء تحل الصيد في الحرم