فشدّ أزر المطابقة ببديع اللف والنشر، وأهلها بغريب هذا المعنى، بعدما سال رقة، وعلق بخاطري من هذه القصيدة:

فلا تتعجب أنني عشت بعدهم ... فإنهم روحي وقد سكنوا قلبي

ومنها:

وحرف تجوب القاع والوهد والربا ... كحرف مديم الجر والرفع والنصب1

نجائب يقدحن الحصى كل ليلة ... كأن بأيديها مصابيح للركب2

ومن المطابقة باللف والنشر أيضًا، قول شيخ شيوخ حماة المحروسة:

إن قومًا يلحون في حب ليلى ... لا يكادون يفقهون حديثا

سمعوا وصفها ولاموا عليها ... أخذوا طيبًا وردوا خبيثًا

ومثله قوله: يخاطب العاذل:

أراك بخيلًا بعوني فهبني ... سكوتك عني إذا لم تعني

ذممت الهوى ورجوت السلو ... فأبكيت عيني وأضحكت سني

ومثله قوله:

يا وجوهًا زانت سناها فروع ... حالكات أغنتكم عن حلاكم

لي من حسنكم نهار وليل ... أنعم الله صبحكم ومساكم

ومثله قوله من قصيدة:

توغل حرقتي أجرى دموعي ... فقل ما شئت في دخل وخرج

ومنه قول أبي حفص المطوعي، في الباب:

أو ما ترى نور الخلاف كأنه ... لما بدا للعين نور وفاق

فالمطابقة هنا بزيادة التورية من الاستعارة البديعة، ويعجبني قوله بعد هذا البيت:

كأكف سنور ولكن نشره ... يسعى بفأر المسك في الآفاق3

وأما سحر البلاغة هنا فقول القاضي الفاضل:

دام صاحي وداده عمر الدهـ ... ـر جنينًا لسكري النشوان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015