وأحلى منه قوله:
سرى طيفه لا بل سرى لي سرابه ... وقد طار من وكر الظلام غرابه
أتت مع نفس الليل صفحة خده ... فقلت حبيب قد أتاني كتابه1
وقال من غيرها:
بشوك القنا يحمون شهد رضابها2
وما أحلى تكميله بقوله: "ولا بد دون الشهد من إبر النعل".
ومثله قوله:
ألقى حبائل صيد من ذوائبه ... فصاد قلبي بأشراك من الشعر3
وأحلى منه قوله:
خصر أدير عليه معصم قبلة ... فكأن تقبيلي له تعنيق
وغاية الغايات قوله:
بعثت لي علم فم الطيف قبلة ... فأتاني بعض المسرة جملة
ومن الاستعارات الحسنة في هذا الباب، قول شمس الدين بن العفيف، في مديح النبي -صلى الله عليه وسلم-
حياك يا تربة الهادي الرسول حيا ... بمنطق الرعد باد من فم السحب
وظريف هنا قول ابن قلاقس:
هدتنا للسرور نجوم راح ... بها قذفت شياطين الهموم
وكف الصبح تلقط ما تبدى ... يجيد الليل من درر النجوم
ومن اللطائف، في هذا الباب، قول أبي الحسن العقيلي:
لنا أخ يحسن أن يحسنا ... رضاه للجانين عذب الجنى
قد عرفت روضة معروفه ... بأنها تنبت زهر الغنى
إذا تبدى وجه إحسانه ... تنزهت فيه عيون المنى