وأطلعه يسْتامُ العقول كأنّما ... يلاحظنا من كلّ حرف له طرف
تقابلنا منه السّطور بواسماً ... أثغر تقرّى عن لمى الحبر أم حرف
معان وألفاظ كما رقّ زاهر ... من الروض أو دارت معتّقة صرف
تحلّ حبى الأحلام هزاً كأنّما ... لسامعها في كل جارحة عطف
يودّ بجدع الأنف شانيك أنّها ... لناظره كحل وفي أذنه شنف
فأنت الذي لولاه ما فاه لي فم ... ولا هجست نفس ولا كتبت كفّ
نصيري أبا نصر على الدّهر لا النّوى ... فمنك لنا نصر وأنت لنا كهف
رحلت ولا شِسعي ولا مركبي معي ... فلا حافر يقضي ودادي ولا خفّ
ولست على التشييع إن شئت قادراً ... فلا عيشة تصفو ولا ريشة تضفو
عزيز على العليا وداعك لي غدا ... فلا أدمع تهمي ولا أضلع تهفو