ما الفقر إلا مكان لا تحلّ به ... وحيثما سرت سار البدو والحضر

الأرض دارك فاسلك حيث شئت بها ... هو المقام وإن قالوا هو السّفر

وقال يتشوّق ابن عبّاد، وقد حضر بالمَريّة في بعض الأعياد، والشعراء ينشدون ابن صمادح:

دنا العيد لو تدنو به كعبة المنى ... وركن المعالي من ذؤابة يعرب

فيا ويلتا للشعر ترمى جماره ... ويا بُعْدَ ما بيني وبين المحصب

وله وقد ارتاض له محبوبه بعد جماحه، وأذن بعد منافرته بصلحه وصلاحه:

يا نوم عاود جفوناً طالما سهرت ... فإنّ باعث وجدي رقّ لي ورثى

عانقته وهلال الأفق مطّلع ... فبات من كمدي حيران مكترثا

أنار لحظي طريقاً فوق عارضه ... وكان هاروت في أثنائه نفثا

وكان للحسن سرّ فيه مكتتم ... وشى به ناظري من طول ما بحثا

لام يدلّ على بلبال مبصره ... ما زال يبعث وجدي كل ما انبعثا

من آل مُذْحِجَ لي شخص كَلِفْتُ به ... لم ينقص العهد من ودّي ولا نكثا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015