هو الملك الجعد الذي في ظلاله ... تكف صروف الحادثات وتصرف
روّيته في الحادث الأدِّ لحظة ... وتوقيعه الجالي دجى الخطب أحرف
طلاقة وجه فيمضاء كمثل ما ... يروق فرند السيف والحد مرهف
على السيف من تلك الشهامة ميسم ... وفي الروض من تلك الطلاقة زخرف
يظن الأعادي أن حزمك نائم ... لقد تعد الفسل الظنون فتخلف
ومنها:
رأيناك في أعلى المصلى كأنما ... تطلع من محراب داوود يوسف
ولما حضرنا الأذن والدهر خادم ... تشير فيمضي والقضاء مصرف
وصلنا فقبلنا الندى منك في يد ... بها يتلف المال الجسيم ويخلف
لك الخير أنّى لي بشكرك نهضة ... وكيف أؤدي شكر ما أنت مسلف
ولولاك لم يسهل من الدهر جانب ... ولا ذل منقاد ولا لان معطف
وقوله عند فراره، من محبسه وإساره، وإقامته متوارياً كالقمر في سراره، وهو في قرطبة - يخاطب ولادة - وكانت مخصوصة منه بالمحبة، ويستنهض الأديب أبا بكر للشفاعة، ويستنزل أبا الحزم بن جهور: