بَخِلَتْ عليّ وقد سألتُ قطافه ... وجنته أزرار الرِّدا والمعجر

ساومت هذا الحِبَّ طيب وصاله ... والهجر يغمزني بأن لا أشتري

فالحسن ينكرني ويعرفني الهوى ... شان بين معرف ومنكّر

إن جارَ هذا الحِب في أحكامه ... فالجَوْرُ في ذا الحب ليس بمنكر

نفسي ألومك كان ينهاني الهوى ... فأمر قاسي صعبه وتصبري

من منصفي من ظالم ومحلل ... غصَبَ الهوى مني جميل تصبّري

إلاّ المُهَنّا بالسرور الأكبر ... إلا المُمَدّح بالثناء الأعطر

أمؤمل غير الأمير محمد ... ذاك ابن سعد يا مدائح فابشري

كم جُبْتُمُ من أطهر في أطهر ... ونقلتم من أظهر في أظهر

وجنيتم ثمر الفتوح بروضة ... للرزق تنبت بالرعاف الممقر

وجلوتم صدأ الدهور فأصبحت ... كالسيف كشف صقله عن جوهر

وصقلتم مرأى الزمان فمن يشأ ... نظر السرور فهاكه فلينظر

جاءت بك الأفلاك في دورانها ... كالغيث جاد على الزمان المعسر

يهتز عطف الحمد منه نافحاً ... عن مدحة فتقت بمسك أذفر

ما عطرت بل عطرت أمداحه ... نفس الزمان فيا زمان تعطر

عهدي به شكل الضلوع بأبيض ... عهدي به نقط القلوب بأسمر

حتى إذا ما البأسُ حل ذماره ... صبغ الفضائل في النّجيع الأحمر

وأنشدني له من قصيدة في عبد المؤمن وأنشدني لنفسه في مراكش بأقصى المغرب:

وأرض سكنّاها فيا بئس مسكن ... بها العيش نكد والجناح مهيض

نروح ونغدو ليس إلا مروع ... عقارب سود أو أراقم بيض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015