وطالعت كتاب الجنان لابن الزبير فوجدت فيه منسوباً الى ابن سارة قوله يصف بركة وسلاحفها:
لله مسجورة في شكل ناظرة ... من الأزاهير أهداب لها وطف
فيها سلاحف ألهاني تقامسها ... في مائها ولها من عرمض لحف
تنافر الشط إلا حين يحضرها ... برد العشي فتستدني وتنصرف
كأنّها حين يبديها تصرفها ... جيش النصارى على أكتافها الحجف
قال الرشيد ابن الزبير: هذا معنى بديع لا يفطن لحسنه إلا من رأى فرسان الفرنج في طوارقها ورؤوسهم أشبهُ الأشياء برؤوس السلاحف لما عليها من البَخانق. وقوله:
ومعذر رقت حواشي حسنه ... فقلوبنا حذَراً عليه رقاق
لم يكس عارضه السواد وإنّما ... نفضت عليه صباغها الأحداق