وكأنّ تشريناً بها نيسان إذ ... يكسو رباها وردها وبهارها

في غبّ سارية ترقرق أدمعاً ... يحكي الجمان صغارها وكبارها

ما شئت من نهر كصدر عقيلة ... شقت أناملها عليه صدارها

أو جدول كالنصل في يد ثائر ... أمهى صفيحته وهز غرارها

ما بين أشجار تميد كأنّها ... شراب جريال يدير عقارها

مترنحون إذا لحاها عاذل ... تركت سكون حلومها ووقارها

لله أروع من ذوائب حمير ... راع العداة فما تقرّ قرارها

وافت به أرض الجزيرة عزمة ... خلعت على حب الجمان عذارها

ما هالها بِيدٌ تعسفها ولا ... لجج كجنح الليل خض بحارها

في فتية تسري الى نصر الهدى ... فتظنهم سدف الدجى أقمارها

خضبوا السواعد وبالرقاق تفاؤلاً ... أن سوف تخضب بالنّجيع شفارها

وتلثموا صوناً لرقة أوجه ... جعل السماح شارها ودثارها

المنعمين على العفاة إذا شتوا ... والناقضين على العدى أوتارها

غرسوا الأيادي في ثرى معروفهم ... فجنوا بألسنة الثناء ثمارها

لم لا تراح شريعة التقوى بهم ... وجفونها منهم ترى أنصارها

ضربوا سرادق بأسهم من دونها ... وقد اشرأبّ الكفر يهدم دارها

فَوَقَوْا بخرصان الرماح جنابها ... وحموا بقضبان الصفاح ذمارها

ومسومات شُزَّبٍ إن أحضَرَتْ ... نفضت على ثوب السماء غبارها

لبسوا الدّروع على القلوب فدوخوا ... أرض العدى واستأصلوا أنفارها

شهب إذا أوفت على أفق الوغى ... جعلت أبا يحيى الأمير مدارها

متلثم بالصبح فوق أسرة ... تهدي الى شمس الضحى أنوارها

أورت زناد المسلمين له يد ... بالنّجح تقدح مرخها وعفارها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015