العواد، عاينتها نفساً صبّة، وقلباً قد حشي محبة، بما رقمته لعلاك من برود، كصفحات الخدود:
جادت عليها كل عين ثرة ... فتركن كل حديقة كالدرهم
ونظمته من حلاك كلاماً، لو شرب لكان مداماً، ولو ضرب به لكان حساماً، ثم أنهيته، بعدما أمهيته:
ليعلم مولاي بأني عبده ... وإن فؤادي عنده وهو في صدري
وإني لا أنفك أخدم مجده ... بكل بديع من قريضي ومن نثري
ويأخذ بأذيال، ما وصفت من هذه الحال، أنه:
رماني الزمان بأحداثه ... فبعضاً أطعت وبعضاً قدح
ومن أثقلها وأفدحها وأعلنها وأفضحها وأغلبها وأعزها وأسلبها وأبزّها أنه كان لي نسيب قريب، وربيب حبيب:
ربيته وهو مثل الفرخ أعظمه ... أم الطعام ترى في ريشه زغبا
فلما شب، دب، ليلقط الحب، فما قمص، حتى قنص، ولا أخذ في الحركة، حتى وقع في الشركة:
ويعدو على المرء ما يأتمر
وذلك أنّه أمّ قرطبة طالباً جذم مال كان قد تصدق به عليه جدّه فإذا هو قد ألفى هناك عاصبه، وقد نصب له مجانبه، وفتح أشراكه،