ويأوي الى الأحباب من كان حاضراً ... ومن دون أحبابي ليالي وأشهر
كأنّا خلقنا للنوى وكأنّما ... على شملنا خُطّت من البين أسطر
أأحبابنا هل يجمع الله شملنا ... عسى نلتقي قبل الممات ونحضر
أما حذر الواشي من الدهر صرعة ... فللدهر واش لا ينام ويسهر
لعل الذي لا يرتجي الخلق غيره ... يُجمع ذا الشمل الشتيت ويُجْبِرُ
وأرجو من الرحمان إنجاز وعده ... فتقوى أجور الصابرين وتظفر
فيا ربّ فاحكم بين عبديك واحد ... ضعيف وعبد يستطيل ويقدر
توفي رحمه الله في حدود سنة ستين وخمسمائة.
أبو محمد بن حسن الكاتب القرطبي المعروف بابن جبير وصفه في البراعة بالجري في حلبتها، والجرأة بصولتها، وهو أبرع أهل بلده وأحوكهم لحلل النظم والنثر وحليها وأصوغهم، وأورد له رسالة كتب بها الى قاضي الجماعة بقرطبة محمد بن حمدين، يشفع في قريب له سجن من غير ذنب احتجن، أولها:
قولوا لصخرة إذ تسائل جرمها ... جيئي جهينة ترجعي بيقين
أقذيت عيني بالزمان وأهله ... حتى نظرت الى بني حمدين
قوم إذا حضروا الندي تميزوا ... بغلو مرتبة ونور جبين