ليس الصبا زمن الصبا لكنه ... قمع العدى ورعاية الخلان
حال يحول الهم فيها يافعاً ... والخمر تثني الشيب كالشبان
غيري تتيمه وتقلب قلبه ... حدق المها وسوالف الغزلان
فالنفس تزداد النفاسة والهوى ... هون وما أرضى لها بهوان
ولرب ذي أيد سعى ليضمها ... فرمته بالأيهاء والإيهان
ووعيد أقوام صممت لسمعه ... سمع الأذى من آفة الآذان
وتغطرس من معشر قد أنبأوا ... أن الوهاد تعود شم رعان
قلب الزمان عيانهم وعيالهم ... وكذا الزمان مغير الأعيان
يا سائلاً عما زكنت من الورى ... والسر قد يفضي الى الإعلان
إيهاً سقطت على الخبير بحالهم ... عند العروض حقائق الأوزان
هم كالقريض وكسرهم من وزنه ... يبدو من التحريك والإسكان
ومت يحل حالاهما من كنهها ... أنكرت منه واضح العرفان
كم من خليل ساعدته سعادة ... وطوى بها كشحاً على الأضغان
من كل ذي حسد يشانئ شانئ ... إن التحاسد باعث الشنآن
هاجوا سكوني فاستدمت هياجه ... إن الحراك لآلة الحيوان
لما فضلت رموا بكل عظيمة ... والفضل موقع أسهم البهتان
يا ما لدهري ليس يعدل حكمه ... أتراه خال العدل في العدوان
أوردت حظي في الحظوظ مصلياً ... إن كان ذهني سابق الأذهان
هلا تناءت في التسابق حلبة ... حتى تبرز ربّ كل رهان