أبعدته عن أضلع تشتاقه ... كيلا ينام على فراش خافق

لما رأيت الليل آخر عهده ... قد شاب في لمم له ومفارق

ودّعت من أهوى وقلت تأسّفاً ... أعزز عليّ بأن أراك مفارقي

وأورده عثمان ابن بشرون المهدوي في كتابه المختار، وذكر أنه ذو النظم الرائق المليح، وإن جلّ شعره في التوشيح، وله ما ينيف على ثلاثة آلاف موشحة، ومثلها قصائد ومقطعات منقّحة. أورد لابن بقي هذه القصيدة مصححة:

منازل لك يا سلمي بذي ضال ... هيّجن لاعج أوصابي وبلبالي

تعاقرتها الليالي بعد قاطنها ... بماجنين لها ساف وهطّال

هنّ المنازل قد أودت معالمها ... وبدّلت من برود سحق أسْمال

وإن عهدت بها الآرام كامنة ... لله ما هاجني من رسمها البالي

كالوشم في أذرع كالوحي في صحف ... كالحبل في حلل، أفضت لإحلال

لم يبق مما يهيج الشوق باقية ... إلا تلوّم عشاق بأطلال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015