فأجابه علي ابن أبي البشر:
وعيشك مع علمي بأنّك تمزح ... لقد نالني من ذاك وجد مبرّح
ووالله ما فارقت أمرك ساعة ... وما لي عما ترتضي متزحزح
وإني على قرب المزار وبعده ... حليف اشتياق ليس ينأى فيبرح
فلا عيش لي إلا بظلّك يجتنى ... ولا لهو لي إلا بزندك يقدح
وما كان إلا ما تحقّقت علمه ... على أنّني منه الى الغدر أجنح
ولكنّني من بعد ذا لابك الأذى ... حليف ضنى أمسي به ثم أصبح
فأجابه أبو سليمان الكاتب:
عتاب المحب ليس في الود يقدح ... أكان مجدّاً فيه أم كان يمزح
ووالله ما لي يوم بعد لذّة ... ولا لي نشاط والمسرّة تسنح
فمن لي أن أعصى إذا ما هجرتني ... وهل يمكننّي في البِعاد التّسمّح
أبا حسن إنّي بودّك واثق ... فلا قادح بيني وبينك يقدح
ويا ليت لي شكواك أحمل ثقلها ... وتمسي مُعافَى من أذاها وتصبح
وقد جاءني وعد علقت بذيله ... فحققه لي فالعين نحوك تطمح