وقال في مكمدة الثياب وأرزبتها:
ومضروبة في ظهرها حين تكتسي ... فإن نزعت عنها كساها فلا ضرب
وذات ابنة ما إن تزال تعقّها ... وتضربها حتّى يرقّ لها القلب
وما تشتكي منها العقوق ولا الأذى ... وبينهما مع ذا وذا الحب والقرب
وقال في الحبل الذي تنشر عليه الثياب للغسيل:
ما ضئيل له الهواء مقيل ... مكتس يومه وفي الليل عار
وترى فوقه صنوف ثياب ... وهو ذو فاقة حليف افتقار
تعتليه الكسى ثقالاً ويُلقي ... ها خفافاً في أخريات النهار
وحيث ذكرنا ابن شرف، وليس من غرض الكتاب، فنذكر لمعة من شعر ابن رشيق وكانا في زمان المعزّ بن باديس بالقيروان وبالمهدية في سنة نيف وأربعين وأربعمائة.
قال من قصيدة:
إذا لذّة لم يبق إلا ادّكارها ... فحسبي من اللّذات ذكري لها حسبي
وما اللهو إلا حلم يقظان صادق ... وقد يحلم النّوّام بالصدق والكذب