ولابن حمديس أيضاً هذا المعنى بعينه وقد أوردنا من شعره - وأوقع ما سمعته في العصا ما أُنْشِدْتُه بأصفهان لنظام الملك الوزير:
بعد الثمانين ليس قوّهْ ... لهفي على قوّة الصبوّهْ
كأنّني والعصا بكفي ... موسى ولكن بلا نبوّهْ
وأنشدني خازن دار الكتب النظامية بأصفهان لبعض فضلاء العصر بها، وهو عزيز الشملكي، أنه دخل دار الكتب وبيده عصا، فقلت له: كبرت وضعفت. قال وقلت له: إن العصا للشيخ رجل ثالثة. فارتجل في الحال بديهة:
ضَعْف جسمي لمشيبي ... لم يدع مني وقارا
صار حالي عبرة العا ... قل إن رام اعتبارا
العصا صارت حماري ... ولها صرت حمارا
ذكره أبو الصّلت في الحديقة. هو من بيت كنانة من القديم الى الآن ويعيش لهم في زماننا هذا، وأحد كاتب بليغ مشهور لم يقع إليّ من كلامه شيء، وأورد له هذه الأبيات في غلام خصيّ وضيء الوجه:
وفارِه يحمِله فاره ... مرّ بنا معتقلاً صَعْدَهْ
سِنانها مشتمل لحظَهُ ... وقدّها منتحل قَدّه