ومن أوصافه وملحه، قال:

ورب ساق مهفهف غنج ... قام ليسقي فجاء بالعجب

أبدى لنا من لطيف حكمته ... في جامد الماء ذائب الذهب

وقال:

لاح وفاحت روائح الند ... مختصر الخصر أهيف القد

وكم سقاني والليل معتكر ... في الماء ذائب الورد

قد أكثر الشعراء من أخذ هذا المعنى، وتصرفوا في قول ابن المعتز:

وخمارة من بنات المجوس ... ترى الدن في بيتها سائلا

وزنّا لها ذهباً جامداً ... فكالت لنا ذهباً سائلا

ومما نظمته في هذا الأسلوب من قطعة ببغداد:

رعى الله عصراً فيه فازت قداحنا ... ودارت علينا بالمسرة أقداح

وقد راقنا ورد وراح تشابها ... فلم ندر ذاب الورد أم جمد الراح

وقال ابن عباد، وقد أمره أبوه أن يصف مجنّاً فيه كواكب فضة:

مجنّ حكى صانعوه السما ... لتقصر عنه طوال الرماح

وقد صوروا فيه شبه الثريا ... كواكب تقضي لنا بالنجاح

وقال ابن عباد في شمعة:

وشمعة تنفي ظلام الدجى ... نفي يدي العدم عن الناس

ساهرتها والكأس يسقي بها ... من ريقه أشهى من الكاس

ضياؤها لا شك من وجهه ... وحرها من حر أنفاسي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015