هذه في غاية الرّقة، رقّت وراقت، وسادت كل نظم وفاقت، ورفأت القلوب السليمة لما أصيبت فضاقت، وأعيت النفوس القوية لما أطاقت. أخذ تشبيهه بالغمامة من قول الأعشى:
مرّ السحابة لا ريْثٌ ولا عجَلُ
ومن شعر ابن خفاجة:
كتبت وقد خَصِرَتْ راحتي ... فهل من رحيق بكأس الرحيق
فقد أعوزت نارُها جملة ... فلولاك شبّهتُها بالصّديق
وقال في أسود يسبح:
وأسودٍ يسبحُ في لُجّة ... لا يكتُمُ الحصباءَ غُدْرانُها
كأنّها في صفوها مقلة ... زرقاءُ والأسود إنسانها
وللغزي في سابح أبيض:
وسابح في لُجّةٍ شَقّها ... شقَّ شِهابٍ جَيْبَ ظلماء
سال من اللطف ولم أستطع ... تمييزه من جملة الماء