هذه في غاية الرّقة، رقّت وراقت، وسادت كل نظم وفاقت، ورفأت القلوب السليمة لما أصيبت فضاقت، وأعيت النفوس القوية لما أطاقت. أخذ تشبيهه بالغمامة من قول الأعشى:

مرّ السحابة لا ريْثٌ ولا عجَلُ

ومن شعر ابن خفاجة:

كتبت وقد خَصِرَتْ راحتي ... فهل من رحيق بكأس الرحيق

فقد أعوزت نارُها جملة ... فلولاك شبّهتُها بالصّديق

وقال في أسود يسبح:

وأسودٍ يسبحُ في لُجّة ... لا يكتُمُ الحصباءَ غُدْرانُها

كأنّها في صفوها مقلة ... زرقاءُ والأسود إنسانها

وللغزي في سابح أبيض:

وسابح في لُجّةٍ شَقّها ... شقَّ شِهابٍ جَيْبَ ظلماء

سال من اللطف ولم أستطع ... تمييزه من جملة الماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015