وعهدي بهم والدّهرُ مُلْقٍ قيادَهُ ... إلى كلّ مشبوحِ الذِّراع غشمشمِ

لَبُوسُهُمُ من سابريٍّ مُعَسْجَدٍ ... وأرضُهُمً من لاحقيٍّ مُسَوَّمِ

غَنيّينَ من أرحامهم ووجوهم ... نهاراً وليلاً عن شموس وأنجمِ

فبِتُّ كما بات السَّلِيمُ بقفرةٍ ... سرت في أعاليه مُجاجةُ أرقمِ

ومنها:

تَزاَحمُ أشجاني إذا ما ذكرتُهم ... زِحامَ المقاوِي عندَ بابِ ابنِ مُسْلِمِ

نفى واضحُ القشرينِ عن شمس أرضه ... دُخانَ قدورٍ أو عجاجهَ مَصْدِمِ

عفيفُ إزارِ الليلِ، لا يستفزُّهُ ... ظلامٌ، ولا تغتالُهُ ذاتُ مِعْصَمِ

ومنها في وصف الخمر:

وما نَشوةٌ من قَرْقَفٍ صَرْخَدِيةٍ ... تَدَفَّقُ من ضَنْكِ الجِرانِ مُفَدَّمِ

إذا سُكبت في الكأسِ خِلْتَ شُعاعَها ... على غَسَقِ الظلّماءِ جذوة مَضرمِ

لها حَبَبٌ يَرْفَضُّ عنها، كأنّه ... عيونُ جرادٍ أو زواهرُ أنجمِ

أتيحت لمشعوفِ الفؤادِ مُذلّةً ... رمتهُ الغَواني عن قِسِيِّ التصرُّمِ

فعادت بأشجان، وهاجت صبابةً ... له، وتمّشت في مُشاشٍ وأعظُمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015