إذا المرء لم يَعْتَدَّ إلا لصَبْوةٍ ... أتاه الرّدَى ما بين ناءٍ وقاطعِ

وإن هو لم يجهدْ إلى العِزِّ نفسَهُ ... تحمَّل أوْقَ الذُّل في زِيِّ وادعِ

أبى الله إّلا وثبةً مُضَرِبّة ... تُبِيحُ المواضي من دماء الأخادعِ

تَعُمُّ الفَضا من أدكن البُرْدِ قاتمٍ ... وتكسو الثَّرِى من أحمرِ اللَّوْنِ ناصعِ

فلا تاجَ إّلا وَهْوَ في رُسْغِ سابحٍ ... ولا رأسَ إّلا وَهْوَ في كفِّ قاطعِ

إذا ما حَمَوْا أرماحهُمْ بِدُروِعهم ... أبَحْنا حِماها بالرماحِ الشّوارعِ

وإن ناجزونا بالطِعّانِ سَفاهةَ ... أعدناهُمُ بالرِّقِّ بعضَ البضائعِ

ومنها في صفة الغام:

بدا لأصيَحْابي غَمامٌ كأنَّهُ ... أعَيْلامُ رَضْوَى للمُجِدِّ المُتابعِ

تعرَّضَ نجْديّا كأنّ وميضَهُ ... سيوفٌ جَلاها صاقلٌ غِبَّ طابعِ

كأنَّ العِشارَ المُثْقَلاتِ أجاءَها ... مَخاضٌ فجاءت بين مُوفٍ وواضعِ

فما زعزعتهُ الرّيحُ حتّى تصادمَتْ ... على الأكْمِ أعناقُ السُّيُول الدَّوافعِ

فأضحتْ له البيداءُ يَمّاً، وبُدلَتْ ... يَرابيعُ ذاك المُنحَني بالضَّفادعِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015