كيفَ الرُّقادُ، ولاتَ حينَ رقادِ! ... رَحلَ الشَّباب ولم أفُزْ بمراد
هِمَمٌ عن الغَرَض المحاول بُدّلتْ ... أملاً فبَدلتِ الكرى بسهاد
سِيّانِ: معتلجُ الحِمامِ، وحسرة ... ضربتْ وجوهَ العزمِ بالأسدادِ
إنَّ المعَاليَ حالَ دونَ بلوغِها ... عَدَمُ الثَّراء وقِلّةُ الإنجادِ
فعلى العراقِ كآبة من مُغْرَمٍ ... جعل الضّلوعَ ركائبَ الأحقادِ
يُبدِي حَفائظه، وليس بحاصل ... إلا على الإبراقِ والإرعادِ
ومنها:
طَرَقتْ بأشراف العُذَيْبِ مُسَهَّداً ... أغضى الجفونَ على قَذىً وقَتادِ
والجَوُّ من فَقْدِ الصبّاح كأنّه ... أسوانُ مشتملٌ بثوبِ حِدادِ
ومنها:
ما أنصفتْ بغداد ناشئَها الذّي ... كَثْرَ الثّناءُ به على بغداد
سَلْ بي إذا مدَّ الجدالُ رِواقَهُ ... بصوارمٍ غير السيوف حِدادِ
وجرت بأنواع العلوم مقالتي ... كالسيل مَدَّ إلى قرار الوادي
وذعرت ألبْابَ الخُصوم بخاطر ... يقظانَ في الإصدار والإيراِد
فتصدّعوا متفرِّقينَ كأنهّم ... مالٌ تفرْقه يدُ ابْنِ طِرادِ