ووشى بها ووشت به أنوارها ... يا حّبذا نَفس الكتوم البائح

وتسلسلت رُقْشُ الجداول، وانثنت ... تستنُّ بين أراكها المتناوح

تجري وتجري الريحُ بين غصونها ... فتميل من راح وطيبِ روائح

فإذا أعير بديعه من روضها ... طُرَفاً، أقام بها، فليس ببارح

خَلعَ الربيع على الرُّبا لما انتشى ... وَشْياً، وضمخها بمسك نافح

خِلع الإمام المستضيء، فإنّها ... عظمت وجلّت عن بلاغة شارح

سفرت لنا من طيبها أيّامه ... عن وجه معشوق الدلال مسامح

عاد الزّمان به إلى رَيْعانه ... بعد ارتداد مَفارق ومَسايح

رُفِعت لنا عنه السجوُف، فلاح لي ... كالبدر سُلَّ عن السحاب الرائح

فتبادروا لَثمَ الصعيد، وبايعوا ... طَوْعاً لمجتهدٍ تقيّ صالح

يا صاحب الدعوى العريضة، إنّه ... صبٌّ إلى ضوء الصباح الصابح

ما بعدها لمؤّملٍ من غايةٍ ... هذا أمير المؤمنين، فصافح!

هذا الذي عادت بُسنّة عدله ... سُنَنُ النبيّ إلى الطريق الواضح

فخراً، بني العبّاس، إنَّ لبيتكم ... شَرَفاً يُنيفُ على السّمِاك الرامح

ماذا يقول الجاحدون لفضلكم؟ ... علت المجرَّةُ عن عُواء النّابح!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015