غير حميد، لكن له لوثة ما تكاد تصحي سماء فضله بسحابها، ولا تبرز شمس أدبه من حجابها.

قصر حظه عن خطه، فصار موجباً لخموله وحطه. وحيث نسخت آي الفضل في عصرنا فلم تقم سوقه، اقتنع بأن يكون ناسخاً لما رأى عهد الأدب منسوخاً، وعقده مفسوخاً.

ورأيت أهل الأدب الأكابر ينبزونه بالجرذ، ويتطايبون معه به، وهو كثيراً ما يذكره فيما ينظمه تعريضاً، وربما صرح به.

ونثره في غاية الحلاوة، واستشهاداته واقعة موقعها، وأبياته مضحكة.

أنشدني لنفسه:

فديت من في وجهها سنَّةٌ ... أشهى إلى القلب من الفرض

تنسى عهوداً سلفت بيننا ... كأنما قد أكلت قرضي

هذه إشارة إلى أن أكل الطعام الذي قرضه الفأر، يورث النسيان على ما يقال.

وأنشدني لنفسه في الهجو:

ألا قبّح الله هذي الوجوه ... وبدَّلها غيرها أوجها

فلا أفقها مُؤذِنٌ بالندى ... ولا بالعُلى مؤذِنٌ أوجها

وأنشدني لنفسه في الهزل:

بنفسي كلُوُمٌ من هواك أليمةٌ ... وأخفي الذي بي في الهوى وأكايمُ

ولي في الرّضا والسخط عندك، فاعلمي ... سفيعان:. . . قائمٌ، ودراهمُ!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015