أباحوا فروج المحصنات تشبها ... بما فعلت في جاهليتها كلب
وله يهجو:
تظلمنا ولم نزل أبدا للظلم جنانا ... قد كان من خطأ الأيام ما كانا
الفقيه المشاور. أنشدني الشيخ الصالح أبو علي الحسن بن صالح، قال أنشدني الفقيه المشاور أبو الحسين ابن هارون لأخيه أبي الحسن:
لا تحرصن فإنّ الحرص مندمة ... إذ ما يصيب الفتى قد خط بالقلم
قال وأنشدني لأخيه يمدح القاضي أبا الفضل عياض بن عياض قاضي سبتة:
ظلموا عياضا وهو يحكم عنهم ... والظلم بين العالمين قديم
جعلوا مكان الراء عينا في اسمه ... كي يكتموه وأنه معلوم
لولاه ما فاحت أباطح سبتة ... والروض ول فنائها معدوم
وأنشدني الشيخ الصالح ابن صالح الأندلسي لأبي الحسن ابن هارون الأندلسي في الزهد:
أراك يغرّك الأمل ... ويقطع دونه الأجل
وحالك في تنقله ... كمثل الفيء ينتقل
فديتك كيف لا تبكي ... وأنت غدا سترتحل
ورأسك بعد حلكته ... غدا بالشيب تشتعل
أرى زمن الصبا ولى ... وجاء الشيب والكسل
فهل لشبابنا رد ... وهل في رده حيل
نعم سيعود إن عادت ... عليك الأعصر الأول
وفي الأيام معتبر ... لها في أهلها دول
فقوم قد علوا فيها ... وأقوام بها سفلوا
وكم صرعت محبيها ... ولا بيض ولا أسل
وكم باتوا على فرش ... عليها تضرب الكلل
أباد الدهر جمعهم ... وجوزوا بالذي عملوا
فما للنفس غافلة ... وبالشهوات تشتغل
وتزعم أن غدت نجدا ... بمن تهواهم الإبل
وكم من قبلكم قوم ... على الدنيا قد اقتتلوا
فما بلغوا الذي طلبوا ... ولا ما أمَّلوا وصلوا
ألا لله ذو جد ... بنوم ليس يكتحل
ينادي الله مجتهدا ... وثوب الليل منسدل
بقلب حازن وجل ... ودمع العين منهمل
بالمغرب الأوسط، من أهل جيجل، أنشدني الفقيه نصر بن عبد الرحمان الإسكندري ببغداد في ذي الحجة سنة ستين وكتبه لي وقال أنشدني الشيخ أبو العباس النجامي الأنصاري المغربي بدمشق لابن حلو الشاعر المغربي:
يحتاج من كلف الحاجات مثلكم ... نقف الشوارب بعد الكي في الراس
فلو سلختم قرانا في جماجمكم ... كونوا حثالة خلق الله في النّاس
قال: أنشدني أبو العباس أيضاً، قال: أنشدني ابن حلو وقد قدمته في زقاق ضيق وقلت: للسن حق:
إن كنت قدمتني للسن معتمدا ... فالعلم أفضل تقديما من العمر
ما للكبير بلا فهم مقدمة ... ولو يكون بعمر الشمس والقمر
أبو القاسم عبد الرحمان
ابن خرشوش المغربي
ذكره أبوالفتح نصر بن عبد الرحمان الغزاري الإسكندري قال: كان ذا أدب مجيدا في علم الشعر، آباؤه من سلاطين المغرب، له نفس سامية، وهمة عالية، وقصائد كثيرة، وأنشدني كثيرا من شعره قال: وأنشدني بدمشق لنفسه في وصف صبي كان يستحسنه جدا يعرف بابن أبي النجم:
مَلامِيَ في حُبِّيكَ يا ابن أبي النجم ... يطول وصدي عنه في غاية الحزم
سأعصي مقال العاذلين وإن غدا ... وصالك عن مضناك أقصى من النجم
وما يظُبى عينيك من سحر بابل ... ومن سقم أهدى السقام إلى جسمي
أرح دنفا لم تدر عيناه ما الكرى ... ولا جسمه يدري شعارا سوى السقم
له:
لئن بعدت دار اعتاربك وانتهى ... بك الشوق فيها منتهى لا تحدّه
فما أنت إلا بين ذكر تشيده ... وعقد اصطبار للملم تشده