يا ساحرَ الطرف قد أُغريتَ بي كلَفا ... برْحاً وصيّرتني أستحسنُ الكلَفا

أظنّ خدّيكَ من جاري دمي اختَضَبا ... لقد تناهيْتَ في قتلي وقد ظرُفا

وقال:

يا سيّئَ القُدرة كم ذا الجفا ... لقد شفا هجرُك بي واشتفى

تُراكَ لم يكفِك ما حلّ بي ... بعدَك من طول الضّنى أو كفى

وقال مُلغزاً:

اسمُ الذي صيّرني مدنفا ... لمّا انتضى من جفنه مرهَفا

يلعب إنْ رُخِّم معكوسه ... لأنه قد نسّق الأحرفا

ألم ترَ كيف غدا ثُلثُه ... جذراً لثلثيه إذ ألِّفا

قد غلب القلب على صبره ... وهكذا يخرج إن صُحِّفا

وقال:

يا غزالاً صاغه الصا ... ئغُ من حسنٍ وظُرفِ

لا وزهرٍ في رياض ... غيرِ مبذول لقَطْفِ

ما تعرّضْتُ لريْبٍ ... إنّما نزّهْتُ طرْفي

وقال:

كيف لم يشتعل بنار اشتياقي ... قلَم لي أبُشّهُ ما ألاقي

كان حلوَ المذاق عيشيَ للقُر ... بِ فأضحى للبُعد مُرّ المذاق

فوَصَبري لآخُذنّ بثاري ... من ليالي الفراق يوم التّلاقي

وقال:

هجرتك يا سؤْلَ نفسي ولي ... فؤاد متى تذكري يخْفق

وما ذاك منّي اطّراحُ المَلول ... ولكنه نظرُ المُشفِقِ

أخاف عليكِ فلولاك لم ... أكن أتّقي جُلّ ما أتّقي

كما تتزكين بَرودَ الشّرا ... ب ظمأى مخافة أن تشرَقي

فإن سرّ حاسدَنا بُعدُنا ... فنحن على رغمه نلتقي

ومهما علِمتِ فلا تجهلي ... فإن المُحبّ سعيدٌ شقي

وقال:

عذّبتَ قلبي ببُخلِك ... فامنُنْ عليّ بوصلكْ

يا علّتي وشقائي ... ماذا لقيت لأجلك

بحُسنِ وجهك إلا ... أمّنْتني قُبحَ فعلك

أرجو انعطافَك لكن ... أخاف من طول مَطلِك

نَهاك أهلك عني ... من أجل أهلِك أهلِك

وقال وهذان البيتان يجمعان حروف المعجم:

مُزَرْفَنُ الصّدغ يسطو لحظُن عبثا ... بالخلق جذْلانُ إن تشكُ الهوى ضحكا

لا تعرِضَنّ لوَردٍ فوق وجنته ... فإنّما نصبَتْه عينُه شَرَكا

وقال في مغنٍّ:

ولنا مغنٍّ لا يزا ... ل يغيظنا ما يفعلُ

صلَف وتيه زائد ... وتبَظْرُم وتمحّل

غنّى ثقيلاً أوّلا ... وهو الثّقيل الأولُ

وقال في الشيب والتغزل:

تبلّج هذا الصبح أو كاد يفعلُ ... فأقصَر واستحيى معنّىً مُضلَّل

أتاهُ نذير الشّيب قبل أوانه ... فأقلع عن لذّاته وهو معجَلُ

فأهلاً بضيف قال هزلي لجده ... ترفق فإني حين تنزل أرحل

سقى ورعى الله الشبابَ فإنّه ... على ما جنى سترٌ من اللهو مُسبَل

بنَفسيَ من شطّت به غربة النّوى ... ومن هو في لحظي وفكري ممثّل

ومن لجّ قلبي في هواه وغرّني ... رضاه فلا يسلو ولا يتبدل

صحوت وعندي من هواه بقية ... تعمّ جميع العاشقين وتفضُل

عجبت لطرف قد تضرّجَ من دمي ... فما احمرّ إلا خده وهو أكحل

وما كنت أدري قبل لُقيا لحاظِنا ... بأن لدى الألحاظ سهم ومقتَل

وقال:

يا ذا الذي كل يومٍ ... يزيد عقلي خبالا

ولّهْتَني بك حتى ... رأيت رُشْدي ضلالا

أدعو عليك وقلبي ... يقول يا ربّ لا، لا

وقال:

ولقد وجدتُ الصبر بعدكمُ ... صعباً وكنت أظنه سهلا

واستعبَرَتْ عيني فقلت لها ... هلاّ حذرْتِ الأعيُنَ النُّجْلا

لا مرحباً بالبيْن من أجَلٍ ... تنْأى الحياةُ به ولا أهلا

قد كان لي مُلْكاً دُنوّكمُ ... فالآن أصبح بُعدُكم عَزْلا

وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015