فَرَّجْتَهُ بِشَبا مُلَطِّفَةٍ ... وَرَدَتْ بِقَسْرِ القَسْوَرِ الوَرْد
بلطيفِ تدبيرٍ يَرِقُّ له ... لصفائهِ قلبُ الصَّفَا الصَّلْدِ
عُرْفٌ يُبَدِّلُ بالرجاءِ لنا ... في الأزْمِ نُكْرَ الأَزْمُنِ النُّكْدِ
ناديكَ من نَدِّ النَّدَى عَطِرٌ ... يا مَنْ يَجِلُّ نَدَاهُ عن نَدِّ
من سَبْيِ سَيْبِكَ كلُّ مَحْمَدَةٍ ... فَلأَنْتَ حقّاً مالِكُ الحمدِ
وتُعيدُ ما تُبدي وتُضْعِفُهُ ... ومَنِ المعيدُ سواكَ والمُبْدي
يا مَنْ وجدتُ بلاغتي حَصَراً ... في حَصْر ما يُوليهِ والعَدِّ
من كلِّ مَنْ عقدَ النوائبَ عن ... حَظِّي عُرىً مُوثَقَةَ الشّدّ
فَرَّقْتَ اعدائي غداةَ هُمُ ... للشرِّ في حَشْرٍ وف حَشْدِ
ورفعتَني فوقَ اليَفَاعِ ولو ... لم تُسْمِني لمكثتُ في الوَهْد
فَضْلِي، طرادُ الدهر غادره ... وحظُوظُهُ كَلَّتْ من الطَّرْد
غدرَ الزمانُ بكلِّ ذي حَسَبٍ ... يأْبَى الوفاءَ بعَيْشِهِ الرَّغْد
ومنها:
زِدْ غَرْسَ رِيِّكِ رِيَّةُ فلقد ... أَضحى بعيدَ العَهْدِ بالعَهْدِ
عَدْوُ العدوِّ يهونُ أَصْعَبُهُ ... ما دمتَ دمتَ عليه لي مُعْدِي
والشوكُ لا يشكو جِنَايَتَهُ ... من كانَ مطلبَهُ جَنَى الورد
أخفى بنو زمني محاسنَهُ ... وعتابُ أَيامي معي وَحْدِي
ومنها:
هذا أَوانُ نِجَازِ وعدِكَ لي ... إنَّ الكريمَ لَمُنْجِزُ الوعد
من شدَّ ظهرَ رجائِهِ بِكَ هل ... يبقى بأَمرٍ غيرِ مشتد
أيكونُ زبدةُ ما أُؤَمِّلُهُ ... عدمَ التَّمَخُّضِ فيه عن زُبْد
أَرْغِمْ بفضلك ضِدَّ مَنْقَبَتِي ... لا زالَ فَضْلُكَ مُرْإِمَ الضد
ساعدْ بِجِدِّكَ لِي بقيتَ على ... رغم الأعادي صاعد الجَدِّ
والقصيدة أكثر مما أوردته. وحيث أوردت من نظمي في مدحه، وحققت به عجزي عن شكر منحه، فلا بد من إيراد بعض رسائلي التي خدمته بها، وتعلقت عنده بسببها.
وأنا موردٌ رسالةً جامعةً مانعةً ناصعةً، كتبتها في جواب مكاتبة له إلي وقد أهدى لي تسع مجلدات من الكتب النفيسة، تشتمل على أشعار أهل العصر المغربيين وآدابهم وهو يثني فيها على إعرابهم، عن المعاني المبتكرة وإغرابهم فيها وإعجازهم وإعجابهم، فكتبت جواباًز وهذه الرسالة قد وفيتها حقها من التجنيس والتطبيق والترصيع، والمقابلة والموازنة والتوشيع، وقد ذكرت الجماعة الذين أهدى إلي من شعرهم ومصنفاتهم، وهي: